الدور الرسالي للإمام الكاظم (عليه السلام)
إعتمد
الإمام الكاظم في دوره الرسالي ، على ترسيخ مبدأ إمامة الأئمة الاثنى عشر، ووجه
الناس عباديا واخلاقيا لمحاربة انتشار المفاسد الأخلاقية، وركز على التعليم
العقائدي والفقهي لمعالجة الانحرافات العقائدية والدينية.
لقد سعى الإمام (عليه السلام) بالأساليب المتاحة له، مع مراعاة الظروف المحيطة به، إلى إكمال مسيرة الأئمة (عليهم السلام)، معتمدا وسائل عدة منها:
أولا: ترسيخ مبدأ إمامة الأئمة الاثني عشر - وذلك من خلال تعليم الناس، على الرجوع إلى تلك المبادئ والأصول. وبهذا فرض الإمام الكاظم (عليه السلام) نفسه على الواقع الشيعي، وترسيخ إمامته في نفوس الشيعة.
ثانيا: التوجه العبادي والأخلاقي - جسد الإمام الكاظم (عليه السلام) دور الإمامة بأروع صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه، وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم وكان دائم التوجه لله سبحانه، حتى في أشد الأوقات حراجة التي قضاها في سجون العباسيين، حيث كان دعاؤه)اللهم انك تعلم اني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم وقد فعلت فلك الحمد(
ثالثا: التعليم العقائدي والفقهي - إحتل الإمام مكانة مرموقة، على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره، فحارب الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة، من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية، فكانت مدرستة إمتدادا لمدرسة الإمام الباقر (عليه السلام) وإستمرارا لمدرسة الإمام الصادق (عليه السلام)، خرَجت الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الإسلامية، كما حارب الإمام الكاظم (عليه السلام) حالات الانحراف الأخلاقي المتفشي في المجتمع والذي يتنافى مع تعاليم الإسلام الحنيف.
ولعل قصة بشر الحافي خير مثال، حيث كان يمر الإمام (عليه السلام) أمام منزله فسمع صوت غناء يخرج من الدار، فصادف أن التقى الإمام بجارية لدى بشرالحافي فسألها الإمام (يا جارية)، صاحب هذه الدار حر أم عبد؟
فقالت: حر
فأجابها الإمام (عليه السلام): صدقت لو كان عبدا لخاف من مولاه.
ولمَا سمع بشر كلمات الإمام هذه اهتز كيانه من الأعماق، فتاب على يدي الإمام.
.............................. ........................

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق